الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَأَرۡسَلَ عَلَيۡهِمۡ طَيۡرًا أَبَابِيلَ} (3)

قوله : { أَبَابِيلَ } : نعتٌ لطير ؛ لأنَّه اسمُ جمعٍ . وأبابيل قيل : لا واحدَ له كأساطير وعَباديد ، وقيل : واحدُهُ إبَّوْل كعِجَّوْل . وقيل : إبَّال ، وقيل : إبِّيْل مثلَ سِكِّين . وحكى الرقاشي أنه سُمع إبَّالة بالتشديد . وحكى الفراء إبالة مخففة . والأبابيل : الجماعات شيئاً بعد شيء . وقال الشاعر :

طريقٌ وَجبَّارٌ رِواءٌ أصولُهُ *** عليه أبابيلٌ من الطيرِ تَنْعَبُ

وقد يُسْتعارُ لغيرِ الطَيْرِ كقولِه :

كادَتْ تُهَدُّ مِنَ الأصوات راحلتي *** إذ سالَتِ الأرضُ بالجُرْدِ الأبابيلِ