غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَأَرۡسَلَ عَلَيۡهِمۡ طَيۡرًا أَبَابِيلَ} (3)

ومعنى أبابيل طرائق ، أي جماعات متفرقة ، الواحدة إبالة ، وفي أمثالهم " ضغث على إبالة " شبهت الطير في اجتماعها بالإبالة ، وهي الحزمة الكبيرة . قال أبوعبيدة : وقيل : أبابيل مثل عباديد ، لا واحد لها ، والعباديد الفرق الذاهبون في كل وجه ، قاله الأخفش والفراء . وقال الكسائي : سمعت بعضهم يقولون : واحدها أبول كعجول وعجاجيل . والتنكير في { طيراً } إما للتفخيم ؛ لأنها كانت طيراً أعاجيب ، أو للتحقير ؛ لأنها كانت صغار الجثة ، وهذا أدل على كمال القدرة . وذكروا في وصفها عن ابن مسعود وعن ابن عباس أنها كانت لها خراطيم كخراطيم الفيل ، وأكف كأكف الكلاب .

/خ5