البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَأَرۡسَلَ عَلَيۡهِمۡ طَيۡرًا أَبَابِيلَ} (3)

الأبابيل : الجماعات تجيء شيئاً بعد شيء . قال الشاعر :

كادت تهد من الأصوات راحلتي *** إذ سالت الأرض بالجرد الأبابيل

وقال الأعشى :

طريق وخبار رواء أصوله *** عليه أبابيل من الطير تنعب

قال أبو عبيدة والفراء : لا واحد لهمن لفظه ، فيكون مثل عبابيد وبيادير . وقيل : واحده إبول مثل عجول ، وقيل : ابيل مثل سكين ، وقيل : وذكر الرقاشي ، وكان ثقة ، أنه سمع في واحده إبالة ؛ وحكى الفراء : أبالة مخففاً .

وبأن أهلكهم لما قصدوا هدم بيت الله الكعبة بأن أرسل عليهم طيراً جاءت من جهة البحر ، ليست نجدية ولا تهامية ولا حجازية سوداء .

وقيل : خضراء على قدر الخطاف .

وقرأ الجمهور : { ترميهم } بالتاء ، والطير اسم جمع بهذه القراءة ، وقوله :

كالطير ينجو من الشؤبوب ذي البرد . . .

وتذكر كقراءة أبي حنيفة وابن يعمر وعيسى وطلحة في رواية عنه : يرميهم .

وقيل : الضمير عائد على { ربك } .