الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَيۡلٞ لِّكُلِّ هُمَزَةٖ لُّمَزَةٍ} (1)

قوله : { هُمَزَةٍ } : أي : كثيرُ الهَمْزِ ، وكذلك " اللُّمَزَة " الكثيرُ اللَّمْزِ . وتقدَّم معنى الهَمْزِ في ( ن ) ، واللَّمْزِ في براءة . والعامَّةُ على فتحِ ميمِها ، على أنَّ المرادَ الشخصُ الذي كَثُرَ منه ذلك الفعلُ . قال زياد الأعجم :

تُدْلِي بِوْدِّيْ إذا لا قَيْتَني كَذِباً *** وإنْ أُغَيَّبْ فأنتَ الهامِزُ اللُّمَزَةْ

وقرأ الباقر بالسكون ، وهو الذي يَهْمِزُ وَيَلْمِزُ ، أي : يأتي بما يَهْمِزُ به ويَلْمِزُ كالضُّحَكَة لِمَنْ يَكْثُرُ ضَحِكُه ، والضُّحْكة لِمَنْ يأتي بما يُضْحَكُ منه . وهو مُطَّرِدٌ ، أعني أنَّ فُعَلَة بفتح العين لمَنْ يَكْثُرُ منه الفِعْلُ ، وبسكونِها لمَنْ يكونُ الفعلُ بسببه .