قوله تعالى : { قَبْلَ الْحَسَنَةِ } : فيه وجهان ، أحدهما : أنه متعلقٌ بالاستعجال ظرفاً له ، والثاني : أنه متعلِّقٌ بمحذوف على أنه حالٌ مقدَّرةٌ مِن " السَّيِّئة " قاله أبو البقاء .
قوله : { وَقَدْ خَلَتْ } يجوز أن تكونَ حالاً وهو الظاهر ، وأن تكونَ مستأنفةً . والعامَّةُ على فتح الميم وضمِّ المثلثة ، الواحدة " مَثُلَة " كسَمُرَة وسَمُرات ، وهي العقوبةُ الفاضحة . قال ابن عباس : :العقوباتُ المستأصِلات كَمَثُلَةِ قَطْعِ الأذن والأنف ونحوِهما " ، سُمِّيَت بذلك لما بين العقاب والمُعَاقَب من المماثلة كقوله : { وَجَزَآءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا } [ الشورى : 40 ] ، أو لأَخْذِها من المِثال بمعنى القِصاص ، يقال : أَمْثَلْتُ الرجلَ منْ صاحبِه وأقْصَصْته ، بمعنى واحد ، أو لأخْذِها مِنْ ضَرْبِ المَثَل لعِظَم شأنها .
وقرأ ابن مُصَرِّف بفتح الميم وسكون الثاء . قيل : وهي لغةُ الحجاز في " مَثْلة " . / وقرأ ابن وثَّاب بضمِّ الميم وسكونِ الثاء ، وهي لغة تميم . وقرأ الأعمشُ ومجاهدٌ بفتحهما ، وعيسى بن عمر وأبو بكرٍ في روايةٍ بضمهما .
فأمَّا الضمُّ والإِسكانُ فيجوز أن يكونَ أصلاً بنفسه لغة ، وأن يكونَ مخففاً مِنْ قراءة مَنْ ضمَّهما . وأمَّا ضمُّهما فيُحْتمل أيضاً أن يكونَ اصلاً بنفسه لغةً ، وأن يكونَ إتباعاً مِنْ قراءة الضمِّ والإِسكان نحو : العُسُرِ في العُسْر ، وقد عُرِفَ ما فيه .
قوله : { عَلَى ظُلْمِهِمْ } حال من " للناس " . والعامل فيها قال أبو البقاء : " مغفرة " يعني أنه هو العامل في صاحبها .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.