قوله تعالى : { وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ } : " إنْ " هذه فيها المذهبان المشهوران : مذهبُ البصريين : أنها مخففةٌ ، واللامُ فارقةٌ بينها وبين " إنْ " النافية ، ولهذا دَخَلَتْ على فعلٍ ناسخٍ ، ومذهبُ الكوفيين أنها بمعنى " ما " النافيةِ ، واللامُ بمعنى " إلا " . وضُمِّنَ " يَفْتِنُونَك " معنى يَصْرِفُونك " فلهذا عُدِّي ب " عن " تقديرُه : لَيَصْرِفُونَكَ بفتنتِهم . و " لتفترِيَ " متعلِّقٌ بالفتنةِ .
قوله : { وَإِذاً لاَّتَّخَذُوكَ } " إذن " حرفُ جوابٍ وجزاءٍ ؛ ولهذا تقع أداةُ الشرطِ موقعَها ، و " لاتَّخذوك " جوابُ قسمٍ محذوفٍ تقديرُه : إذن واللهِ لاتَّخذوك ، وهو مستقبلٌ في المعنى ، لأنَّ " إذَنْ " تقتضي الاستقبالَ ؛ إذ معناها المجازاةُ . وهذا كقولِه : { وَلَئِنْ أَرْسَلْنَا رِيحاً فَرَأَوْهُ مُصْفَرّاً لَّظَلُّواْ }
[ الروم : 51 ] ، أي : ليَظَلُّنَّ . وقولُ الزمخشري : " أي : ولو اتَّبَعْتَ مرادَهم لاتَّخذُوك " تفسيرُ معنى لا إعرابٍ ، لا يريد بذلك أنَّ " لاتَّخَذُوك " جوابٌ ل " لو " محذوفةُ إذ لا حاجةَ إليه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.