الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{أَمۡ حَسِبۡتَ أَنَّ أَصۡحَٰبَ ٱلۡكَهۡفِ وَٱلرَّقِيمِ كَانُواْ مِنۡ ءَايَٰتِنَا عَجَبًا} (9)

قوله تعالى : { أَمْ حَسِبْتَ } : " أم " هذه منقطعةٌ فَتُقَدَّرُ ب " بل " التي للانتقال لا للإِبطال ، وبهمزة الاستفهام عند جمهورِ النحاة ، و " بل " وحدَها ، أو بالهمزةِ وحدَها عند غيرِهم . وتقدَّم تحقيقٌ القولِ فيها .

و " انَّ " وما في حَيِّزها سادَّةٌ [ مَسَدَّ ] المفعولَيْنِ أو أحدِهما على الخلافِ المشهور .

والكَهْفُ : قيل : مُطْلق الغار . وقيل : هو ما اتَّسع في الجبل ، فإن لم يَتَّسِعْ فهو غارٌ . والجمعٌ " كُهوفٍ " في الكثرة ، و " أَكْهَف " في القِلَّةِ .

والرَّقيم : قيل : بمعنى مَرْقُوم . وقيل : بمعنى راقم . وقيل : هو اسمٌ للكلبِ الذي لأصحاب الكهفِ . وأنشدوا لأميةَ بنِ أبي الصلت :

وليسَ بها إلا الرَّقيمُ مُجاوِراً *** وصِيدَهُمُ ، والقومُ بالكهفِ هُمَّدُ

/قوله : " عَجَبا " يجوز أن تكونَ خبراً ، و { مِنْ آيَاتِنَا } حالٌ منه ، وأَنْ يكونَ خبراً ثانياً ، و { مِنْ آيَاتِنَا } خبراً أول ، وأن يكونَ " عجباً " حالاً من الضميرِ المستتر في { مِنْ آيَاتِنَا } لوقوعه خبراً . ووُحِّدَ وإن كان صفةً في المعنى لجماعة لأنَّ أصلَه المصدرُ . وقيل : " عَجَباً " في الأصلِ صفةٌ لمحذوفٍ تقديرُه : آيةً عجبا . وقيل : على حذفِ مضاف ، أي : آيةً ذاتَ عَجَبٍ .