الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{إِذۡ أَوَى ٱلۡفِتۡيَةُ إِلَى ٱلۡكَهۡفِ فَقَالُواْ رَبَّنَآ ءَاتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحۡمَةٗ وَهَيِّئۡ لَنَا مِنۡ أَمۡرِنَا رَشَدٗا} (10)

قوله تعالى : { إِذْ أَوَى } : يجوز أن ينتصِبَ ب " عَجَباً " وأَنْ ينتصِبَ ب " اذْكُر " .

قوله : " وهَيِّئْ " العامَّةُ على همزةِ بعد الياء المشددة ، وأبو جعفر وشيبة والزهري بياءين : الثانيةُ خفيفةٌ ، وكأنه أبدل الهمزةَ ياءً ، وإن كان سكونُها عارضاً . ورُوي عن عاصم " وَهَيَّ " بياءٍ مشددةٍ فقط . فيحتمل أَنْ يكونَ حَذَفَ الهمزةَ مِنْ أولِ وَهْلَةٍ تخفيفاً ، وأن يكونَ أبدلها كما فعل أبو جعفر ، ثم أجرى الياءَ مُجْرى حرفِ العلةِ الأصلي فحذفه ، وإن كان الكثيرُ خلافَه ، ومنه :

جَرِيْءٍ متى يُظْلَمْ يعاقِبْ بظُلْمِه *** سريعاً وإلاَّ يُبْدَ بالظلمِ يَظْلمِ

وقرأ أبو رجاء " رُشْدا " بضمِ الراء وسكونِ الشين ، وتقدم تحقيقُ ذلك في الأعراف . وقراءةُ العامَّةِ هنا أليقُ لتوافِقَ الفواصلَ .