قوله تعالى : { أَيْنَ مَا كُنتُ } : هذه شرطيةٌ . وجوابُها : إمَّا محذوفٌ مَدْلولٌ عليه بما تقدَّمَ ، أي : أينما كنتُ جَعَلني مباركاً ، وإمَّا متقدِّمٌ عند مَنْ يرى ذلك . ولا جائزٌ أن تكونَ استفهاميةً ؛ لأنه يلزمُ أَنْ يعملَ فيها ما قبلها ، وأسماءُ الاستفهامِ لها صدرُ الكلامِ ، فيتعيَّنُ أن تكونَ شرطيةً لأنها منحصرةٌ في هذين المعنيين .
قوله : " ما دُمْتُ " " ما " مصدريةٌ ظرفيةٌ وتقدُّمُ [ ما ] على " دام " شرطٌ في إعمالها . والتقدير : مدةَ دوامي حياً . ونقل ابن عطية عن عاصمٍ وجماعة أنهم قرؤوا " دُمْتُ " بضم الدال ، وعن ابن كثير وأبي عمرو وأهلِ المدينة " دِمت " بكسرها ، وهذا لم نَرَه لغيره وليس هو موجوداً في كتب القراءات المتواترة والشاذة التي بين أيدينا ، فيجوز أن يكون اطَّلَعَ عليه في مصحفٍ غريب . ولا شك أنَّ في " دام " لغتين ، يقال : دُمْتَ تَدُوْم ، وهي اللغةُ العالية ، ودِمْتَ تَدام كخِفْتَ تَخاف ، وهذا كما تقدم لك/ في مات يموت وماتَ يَمات .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.