الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{ٱلَّذِي لَهُۥ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَلَمۡ يَتَّخِذۡ وَلَدٗا وَلَمۡ يَكُن لَّهُۥ شَرِيكٞ فِي ٱلۡمُلۡكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيۡءٖ فَقَدَّرَهُۥ تَقۡدِيرٗا} (2)

قوله : { الَّذِي لَهُ مُلْكُ } : يجوز في " الذي " الرفعُ نعتاً للذي الأولِ ، أو بياناً ، أو بدلاً ، أو خبراً لمبتدأ محذوفٍ ، أو النصبُ على المدحِ . وما بعد " نَزَّل " من تمام الصلة فليس أجنبياً ، فلا يضُرُّ الفصلُ به بين الموصولِ الأولِ والثاني إذا جَعَلْنا الثاني تابعاً له .

قوله : { وَخَلَقَ } الخَلْقُ هنا عبارةٌ عن الإِحداثِ والتهيئةِ لِما يَصْلُح له حتى يجيءَ قولُه : { فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً } مفيداً ؛ إذ لو حَمْلَنا { خَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ } على معناه الأصلي من التقدير لصار الكلام : وقَدَّر كلَّ شيءٍ فقدَّره .