فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{ٱلَّذِي لَهُۥ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَلَمۡ يَتَّخِذۡ وَلَدٗا وَلَمۡ يَكُن لَّهُۥ شَرِيكٞ فِي ٱلۡمُلۡكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيۡءٖ فَقَدَّرَهُۥ تَقۡدِيرٗا} (2)

{ الذي له ملك السماوات والأرض ولم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك وخلق كل شيء فقدره تقديرا2 } .

ربنا منزل القرآن ، مرسل المصطفى من ولد عدنان ، لينذر به الإنس والجان ، هو سبحانه مالك الأكوان ، المهيمن عليها وحده دون أعوان ، وتعالى مقام المولى الكبير عن اتخاد البنات أو الولدان ، وجل عما يفتريه المجوس والثنوية وعبدة الأوثان ، بل هو المتفرد بإحداث كل شيء وإيجاده ، وتهيئته ليمضي وفق حكيم مراده .

- قوله تعالى : { الذي له ملك السماوات والأرض } عظم تعالى نفسه ، { ولم يتخذ ولدا } نزه سبحانه وتعالى نفسه عما قاله المشركون من أن الملائكة أولاد الله ، يعني بنات الله سبحانه وتعالى ، وعما قالت اليهود : عزير ابن الله ، جل الله تعالى ، وعما قالت النصارى : المسيح ابن الله ، تعالى الله عن ذلك ، { ولم يكن له شريك في الملك } كما قال عبدة الأوثان ، { وخلق كل شيء } لا كما قال المجوس والثنوية{[2542]} إن الشيطان أو الظلمة يخلق بعض الأشياء ، ولا كما يقول من قال : للمخلوق قدرة الإيجاد ، فالآية رد على هؤلاء ، { فقدره تقديرا } . . . بحكمته . . . لا عن سهوة وغفلة . . . فهو الخالق المقتدر فإياه فاعبدوا{[2543]}- .


[2542]:الثنويه يفترون: أن إله الخير يوجد الحق والخير والجمال، وإله الشر يوجد الموت والقبح والفساد.
[2543]:مما أورد القرطبي