ثم إنه سبحانه وصف ذاته الكريمة بصفات أربع .
الأولى : { الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ } دون غيره لا استقلالا ، ولا تبعا فهو المتصرف فيهما ، وفيه تنبيه على افتقار الكل إليه في الوجود وتوابعه من البقاء وغيره .
{ وَ } الصفة الثانية : { لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا } فيه رد على اليهود والنصارى .
{ وَ } : { لَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ } فيه رد على طوائف المشركين من الثنوية والوثنية وعباد الأصنام ، وأهل الشرك الخفي . فأثبت له الملك بجميع وجهوهه ، ثم نفى ما يقوم مقامه فيه ، ثم نبه على ما يدل عليه فقال .
{ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ } من الموجودات مما تطلق عليه صفة المخلوق ، وهي الصفة الرابعة : { فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا } أي قدر كل شيء مما خلق بحكمته ، على ما أراده وهيأه لما يصلح له ، وسواه تسوية لا اعوجاج فيه ، ولا زيادة على ما تقتضيه الحكمة والمصلحة ولا نقصا عن ذلك في بابي الدنيا والدين . وقيل : أحدثه إحداثا مراعي فيه التقدير حسب إرادته ، كخلقه الإنسان من مواد مخصوصة وصور وأشكال معينة ، فقدره وهيأه لما أراد منه ، من الخصائص والأفعال أو فقدره للبقاء إلى أجل مسمى .
قال قتادة : بيّن الله لكل شيء من خلقه صلاحه وجعل ذلك بقدر معلوم . قال الواحدي : قال المفسرون : قدر له تقديرا من الأجل والرزق فجرت المقادير على ما خلق ، وقيل أريد بالخلق هنا مجرد الإحداث والإيجاد مجازا من غير ملاحظة معنى التقدير ، وإن لم يخل عنه في نفس الأمر ، فيكون المعنى أوجد كل شيء فقدره ، لئلا يلزم التكرار هذا أوضح دليل على المعتزلة في خلق أفعال العباد ،
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.