غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{ٱلَّذِي لَهُۥ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَلَمۡ يَتَّخِذۡ وَلَدٗا وَلَمۡ يَكُن لَّهُۥ شَرِيكٞ فِي ٱلۡمُلۡكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيۡءٖ فَقَدَّرَهُۥ تَقۡدِيرٗا} (2)

ثم وصف ذاته بصفاته الأربع أولها { الذي له ملك السموات والأرض } وفيه تنبيه على افتقار الكل إليه في الوجود وفي توابعه من البقاء وغيره . الثانية { ولم يتخذ ولداً } وفيه رد النصارى واليهود الثالثة { ولم يكن له شريك في الملك } وفيه رد على سائر المشركين من الثنوية والوثنية وأرباب الشرك الخفي أيضا ، ولكنه صرح بهذا الأخير في الصفة الرابعة وهي قوله { وخلق كل شيء فقدره تقديراً } قال جار الله : المعنى أنه أحدث كل شيء إحداثاً مراعى فيه التقدير والتسوية والتهيئة لما يصلح له ، أو المراد بالخلق الإيجاد من غير نظر إلى وجه الاشتقاق وهو ما فيه من معنى التقدير لئلا يلزم التكرار فكأنه قيل : أوجد كل شيء فقدره في إيجاده لم يوجده متفاوتاً ، أو أحدثه فقدره للبقاء إلى أمد معلوم . وعندي أن الكلام محمول على القلب الذي يشجع عليه أمن الإلباس أي قدره في الأزل تقديراً فخلفه في وقته موافقاً لذلك التقدير . والبحث فيه بين المعتزلة والأشاعرة كما مر في قوله { الله خالق كل شيء } [ الزمر : 62 ]

/خ1