الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ إِنۡ هَٰذَآ إِلَّآ إِفۡكٌ ٱفۡتَرَىٰهُ وَأَعَانَهُۥ عَلَيۡهِ قَوۡمٌ ءَاخَرُونَۖ فَقَدۡ جَآءُو ظُلۡمٗا وَزُورٗا} (4)

قوله : { افْتَرَاهُ } : الهاءُ تعودُ على إفك . وقال أبو البقاء : " الهاء تعود على " عَبْدِه " في أول السورة " ولا أظنَّه إلاَّ غَلَطاً ، وكأنه أراد أَنْ يقولَ : الضمير المرفوع في افتراه فَغَلِط .

قوله : { ظُلْماً } فيه أوجهٌ ، أحدُها : أنَّه مفعولٌ به ؛ لأنَّ " جاء " يتعدَّى بنفسِه وكذلك " أتى " . والثاني : أنه على إسقاطِ الخافضِ أي : جاؤوا بظلمٍ . الثالث : أنه في موضعِ الحال ، فيجيءُ فيه ما في قولك " جاء زيدٌ عَدْلاً " من الأوجه .