السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ إِنۡ هَٰذَآ إِلَّآ إِفۡكٌ ٱفۡتَرَىٰهُ وَأَعَانَهُۥ عَلَيۡهِ قَوۡمٌ ءَاخَرُونَۖ فَقَدۡ جَآءُو ظُلۡمٗا وَزُورٗا} (4)

الشبهة الأولى : قوله تعالى : { وقال الذين كفروا } أي : مظهرو الوصف الذي حملهم على هذا القول ، وهو ستر ما ظهر لهم ولغيرهم كالشمس والاجتهاد في إخفائه { إن } أي : ما { هذا } أي : القرآن { إلا إفك } أي : كذب مصروف عن وجهه { افتراه } اختلقه محمد صلى الله عليه وسلم { وأعانه عليه } أي : القرآن { قوم آخرون } أي : من غير قومه ، وهم اليهود فإنهم يلقون إليه أخبار الأمم وهو يعبر عنها بعبارته ، وقيل : عداس مولى حويطب بن عبد العزى ويسار مولى العلاء بن الحضرمي ، وأبو فكيهة الرومي كانوا بمكة من أهل الكتاب فزعم المشركون أن محمداً يأخذ منهم فردّ الله تعالى عليهم بقوله تعالى : { فقد جاؤوا } أي : قائلوا هذه المقالة { ظلماً } وهو جعل الكلام المعجز إفكاً مختلقاً متلقفاً من اليهود ، وجعلوا العربي يتلقن من العجمي الرومي كلاماً عربياً أعجز بفصاحته جميع فصحاء العرب { وزوراً } أي : بهتوه بنسبة ما هو بريء منه إليه ، وقرأ ابن كثير وابن ذكوان وعاصم بإظهار الدال ، والباقون بالإدغام .

تنبيه : جاء وأتى يستعملان في معنى فعل فيعديان تعديته ، وظلماً مفعول به ، وقيل : إنه على إسقاط الخافض أي : جاؤوا بظلم .