غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ إِنۡ هَٰذَآ إِلَّآ إِفۡكٌ ٱفۡتَرَىٰهُ وَأَعَانَهُۥ عَلَيۡهِ قَوۡمٌ ءَاخَرُونَۖ فَقَدۡ جَآءُو ظُلۡمٗا وَزُورٗا} (4)

وحين فرغ من بيان التوحيد ونفي الأنداد شرع في شبهات منكري النبوة والأجوبة عنها .

فالشبهة الأولى قولهم { إن هذا إلا إفك افتراه } أرادوا أنه كذب في نفسه أو أرادوا أنه كذب في إضافته إلى الله تعالى . وقوله { وأعانه عليه قوم آخرون } نظير قوله تعالى

{ إنما يعلمه بشر لسان الذي } [ النحل : 103 ] وقد مر ما قيل في سبب نزوله في النحل فأجاب الله تعالى عن شبهتهم بقوله { فقد جاؤوا ظلماً وزوراً } أي أتوهما فانتصب بوقوع المجيء عليه . وعن الزجاج أنه انتصب بنزع الخافض أي أتوا بالظلم والزور . فالظلم هو أنهم نسبوا هذا الفعل الشنيع وهو الافتراء على الله . إلى من هو عندهم في غاية الأمانة والصدق ، والزور وهو انحرافهم عن جادة العدل والإنصاف ، فلو أنصفوا من أنفسهم لعلموا أن العربي لا يتلقن من العجمي كلاماً عربياً أعجز بفصاحته دهماءهم ، ولو استعان محمد في ذلك بغيره لأمكنهم أيضا أن يستعينوا بغيرهم . قال أبو مسلم : الظلم تكذيبهم الرسول والزور كذبهم عليه .

/خ1