قوله تعالى : { وَقَالَ الذين كفروا إِنْ هذا إِلاَّ إِفْكٌ افتراه } الآية . لما تكلم أولاً في التوحيد وثانياً في الرد على عبدة الأوثان ، تكلم ههنا في مسألة النبوة ، وحكى شبه الكفار في إنكار نبوة محمد - صلى الله عليه وسلم - . فالشبهة الأولى : قوله : { وَقَالَ الذين كفروا إِنْ هذا إِلاَّ إِفْكٌ افتراه وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ } .
قال{[35325]} الكلبي ومقاتل : نزلت في النضر بن الحارث هو الذي قال هذا القول { وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ } يعني : عامر مولى حويطب بن عبد العزى ، ويسار غلام عامر بن الحضرمي ، وجبير مولى عامر ، هؤلاء الثلاثة كانوا من أهل الكتاب ، وكانوا يقرؤون التوراة ، فلما أسلموا ، وكان النبي يتعهدهم ، فمن أجل ذلك قال النضر ما قال{[35326]} . وقال الحسن : عبيد بن الحصر{[35327]} الحبشيّ الكاهن{[35328]} . وقيل : جبر ويسار وعداء عبيد كانوا بمكة من أهل الكتاب ، فزعم المشركون أن محمداً يأخذ منهم{[35329]} .
قوله : «افتراه » الهاء تعود على «إفك » وقال أبو البقاء : الهاء تعود على «عبده » في أول السورة{[35330]} . قال شهاب الدين{[35331]} : ولا أظنه إلا غلطاً وكأنه أراد أن يقول الضمير المرفوع في «افتراه » فغلط{[35332]} .
أحدها : أنه مفعول به ، لأن جاء يتعدى بنفسه ( وكذلك أتى ){[35333]} {[35334]} .
والثاني : أنه على إسقاط الخافض ، أي : جاءوا بظلم . قاله الزجاج {[35335]} .
الثالث : أنه في موضع الحال{[35336]} ، فيجيء فيه ما في قولك : جاء زيد عدلاً{[35337]} .
قال الزمخشري : { فَقَدْ جَاءُوا ظُلْماً وَزُوراً } أي : أتوا{[35338]} ظلماً وكذباً كقوله{[35339]} : { لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً }{[35340]} [ مريم : 89 ] فانتصب بوقوع المجيء{[35341]} . أما كونه «ظلماً » فلأنهم نسبوا هذا الفعل{[35342]} القبيح إلى من كان مبرأ عنه ، فقد وضعوا الشيء في غير موضعه ، وذلك هو الظلم . وأما كونه «زوراً » فلأنهم كذبوا ، قال أبو مسلم : الظلم تكذيبهم الرسول{[35343]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.