ولما فرغ من بيان التوحيد وتزييف مذاهب المشركين شرع في ذكر شبه منكري النبوّة ، فالشبهة الأولى ما حكاه عنهم بقوله : { وَقَالَ الذين كَفَرُواْ إِنْ هذا إِلاَّ إِفْكٌ } أي كذب { افتراه } أي اختلقه محمد صلى الله عليه وسلم ، والإشارة بقوله { هذا } إلى القرآن { وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ } أي على الاختلاق { قَوْمٌ ءاخَرُونَ } يعنون من اليهود . قيل وهم : أبو فكيهة يسار مولى الحضرمي ، وعداس مولى حويطب بن عبد العزى ، وجبر مولى ابن عامر ، وكان هؤلاء الثلاثة من اليهود ، وقد مرّ الكلام على مثل هذا في النحل . ثم ردّ الله سبحانه عليهم ، فقال : { فَقَدْ جَاءُوا ظُلْماً وَزُوراً } أي فقد قالوا ظلماً هائلاً عظيماً وكذباً ظاهراً ، وانتصاب { ظلماً } ب { جاءُوا } ، فإن جاء قد يستعمل استعمال أتى ويعدّى تعديته . وقال الزجاج : إنه منصوب بنزع الخافض ، والأصل جاءُوا بظلم . وقيل هو منتصب على الحال ، وإنما كان ذلك منهم ظلماً ، لأنهم نسبوا القبيح إلى من هو مبرأ منه ، فقد وضعوا الشيء في غير موضعه ، وهذا هو الظلم ، وأما كون ذلك منهم زوراً ، فظاهر لأنهم قد كذبوا في هذه المقالة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.