الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{۞لَتُبۡلَوُنَّ فِيٓ أَمۡوَٰلِكُمۡ وَأَنفُسِكُمۡ وَلَتَسۡمَعُنَّ مِنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ مِن قَبۡلِكُمۡ وَمِنَ ٱلَّذِينَ أَشۡرَكُوٓاْ أَذٗى كَثِيرٗاۚ وَإِن تَصۡبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَٰلِكَ مِنۡ عَزۡمِ ٱلۡأُمُورِ} (186)

قوله تعالى : { لَتُبْلَوُنَّ } : هذا جوابُ قسم محذوف تقديره : واللهِ لَتُبْلَوُنَّ . وهذه الواو هي واو الضمير ، والواو التي هي لام الكلمة حُذِفت لأمر تصريفيّ ، وذلك أن أصله : لَتُبْلَوُوْنَنَّ ، فالنون الأولى للرفع حُذِفت لأجل نون التوكيد ، وتَحَرَّكت الواو التي هي لام الكلمة وانفتح ما قبلها فَقُلبت ألفاً ، فالتقى ساكنان : الألف وواو الضمير ، فَحُذفت الألف لئلا يلتقيا ، وضُمَّت الواو دلالةً على المحذوف ، وإنْ شئت قلت : استُثْقِلَت الضمةُ على الواو الأولى فَحُذِفت فالتقى ساكنان ، فحذفت الواو الأولى ، وحُرِّكت الواوُ بحركة مجانسةٍ دلالةً على المحذوف . ولا يجوز قلبُ مثلِ هذه الواو همزةً لأنها حركةٌ عارضةٌ ولذلك لم تُقْلَبْ ألفاً وإنْ تحركت وانفتح ما قبلها .

وأصلُ لَتَسْمَعُنَّ : تسمعونَنَّ ، ففُعِل فيه ما تقدَّم ، إلا أن . هنا حُذِفَتْ واوُ الضمير لأنَّ قبلَها حرفاً صحيحاً .