الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَلَقَدۡ أَضَلَّ مِنكُمۡ جِبِلّٗا كَثِيرًاۖ أَفَلَمۡ تَكُونُواْ تَعۡقِلُونَ} (62)

قوله : { جِبِلاًّ } : قرأ نافعٌ وعاصمٌ بكسر الجيم والباء وتشديد اللام . وأبو عمروٍ وابن عامرٍ بضمةٍ وسكونٍ . والباقون بضمتين ، واللامُ مخففةٌ في كلتيهما . وابنُ أبي إسحاق والزهري وابن هرمز بضمتين وتشديد اللام . والأعمش/ بكسرتين وتخفيفِ اللام . والأشهب العقيلي واليماني وحمادُ بن سلمة بكسرةٍ وسكون . وهذه لغاتٌ في هذه اللفظةِ . وقد تقدَّم معناها آخرَ الشعراء . وقُرِئ " جِبَلاً " بكسر الجيم وفتح الباء ، جمع جِبْلَة كفِطَر جمع فِطْرَة . وقرأ أمير المؤمنين عليٌّ " جِيْلاً " بالياء ، مِنْ أسفلَ ثنتان ، وهي واضحةٌ .

وقرأ العامة : " أفلَمْ تكونوا " خطاباً لبني آدم . وطلحة وعيسى بياءِ الغَيْبة . والضمير للجِبِلِّ . ومِنْ حَقِّهما أن يَقْرآ { الَّتِي كانوا يُوعَدُونَ } لولا أَنْ يَعْتَذِرا بالالتفاتِ .