وقرأ الأخوان : { فَارَقُوا } : من المفارقة وفيها وجهان أحدهما : أن فاعَلَ بمعنى فَعَّل نحو : ضاعَفْتُ الحساب وضعَّفْتُه . وقيل : هي من المفارقة ، وهي التركُ والتخلِيَةُ ومَنْ فرَّق دينه فآمن ببعض وكفر ببعض فقد فارق الدين القيم . وقرأ الباقون فرَّقوا بالتشديد . وقرأ الأعمش وأبو صالح وإبراهيم فَرَقوا مخفف الراء . قال أبو البقاء : " وهو بمعنى المشدد ، ويجوز أن يكون بمعنى فَصَلُوه عن الدين الحق " وقد تقدم معنى الشيع .
وقوله : { لَسْتَ مِنْهُمْ } في محل رفع خبراً لإِنَّ ، و " منهم " هو خبر " ليس " إذ به تتمُّ الفائدة كقول النابغة :
إذا حاولْتَ في أسد فُجورا *** فإني لستُ منك ولست مني
ونظيره في الإِثبات : { فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي } [ إبراهيم : 36 ] ، وعلى هذا فيكون " في شيء " متعلقاً بالاستقرار الذي تعلق به منهم أي : لست مستقراً منهم في شيء أي : مِنْ تفريقهم . ويجوز أن يكون " في شيء " الخبر و " منهم " حال مقدمة عليه ، وذلك على حذف مضاف أي : لست في شيء كائن من تفريقهم ، فلمَّا قُدِّمت الصفة نصبت حالاً .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.