جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمۡ وَكَانُواْ شِيَعٗا لَّسۡتَ مِنۡهُمۡ فِي شَيۡءٍۚ إِنَّمَآ أَمۡرُهُمۡ إِلَى ٱللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفۡعَلُونَ} (159)

{ إن{[1562]} الذين فرّقوا دينهم } : اليهود والنصارى أخذوا بعض ما أمروا وتركوا بعضه ، أو أهل الشبهات والبدع من هذه الأمة ، { وكانوا شِيعا } : فرقا بعضهم يكفر بعضا ، وقد ورد ( ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين كلها في النار إلا واحدة ) ، { لست منهم في شيء } : لست من عقابهم في شيء ، ومن قال : إنه نهى عن التعرض لهم ، فعنده الآية منسوخة وإذا كان المراد هذه الأمة فيحتمل أن يكون معناه أنت بريء منهم ، { إنما أمرهم إلى الله ثم ينبّئهم بما كانوا يفعلون{[1563]} } : بالعقاب .


[1562]:ولما ذكر أن الإيمان يوم ظهور بعض آيات القيامة من غير سبق الإيمان عليه غير نافع توجه القلب إلى أن إيمان أهل الكتاب الذي كانوا عليه هل هو نافع، فقال: (إن الذين فرقوا) إلخ/12 وجيز.
[1563]:ظاهر هذا الكلام مشعر بأنهم من أهل الضلال، وعاقبتهم العقاب بالعدل لا بالظلم/12 وجيز.