{ أُوْلَئِكَ الذين كَفَرُوا بآيات رَبّهِمْ }ويجوز أن يكون في محل جرّ على أنه نعت ل{ لأخسرين } أو بدل منه ، ويكون الجواب أيضاً هو أولئك وما بعده ، وأول هذه الوجوه هو أولاها ، وجملة : { وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا } في محل نصب على الحال من فاعل { ضلّ } ، أي : والحال أنهم يظنون أنهم محسنون في ذلك منتفعون بآثاره ، وتكون جملة { أُوْلَئِكَ الذين كَفَرُوا بآيات رَبّهِمْ } مستأنفة مسوقة لتكميل الخسران وبيان سببه ، هذا على الوجه الأوّل الراجح لا على الوجوه الآخرة ، فإنها هي الجواب كما قدّمنا ، ومعنى كفرهم بآيات ربهم : كفرهم بدلائل توحيده من الآيات التكوينية والتنزيلية ، ومعنى كفرهم بلقائه : كفرهم بالبعث وما بعده من أمور الآخرة ، ثم رتب على ذلك قوله : { فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ } أي : التي عملوها مما يظنونه حسناً ، وهو خسران وضلال ، ثم حكم عليهم بقوله : { فَلاَ نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ القيامة وَزْناً } أي : لا يكون لهم عندنا قدر ولا نعبأ بهم ، وقيل : لا يقام لهم ميزان توزن به أعمالهم ، لأن ذلك إنما يكون لأهل الحسنات والسيئات من الموحدين ، وهؤلاء لا حسنات لهم . قال ابن الأعرابي : العرب تقول : ما لفلان عندنا وزن ، أي : قدر لخسته ، ويوصف الرجل بأنه لا وزن له لخفته ، وسرعة طيشه ، وقلة تثبته . والمعنى على هذا : أنهم لا يعتدّ بهم ولا يكون لهم عند الله قدر ولا منزلة ، وقرأ مجاهد ( يقيم ) بالياء التحتية ، أي : فلا يقيم الله ، وقرأ الباقون بالنون .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.