الورق الفضة مضروبة وغير مضروبة .
الكاف للتشبيه والإشارة بذلك ، قيل إلى المصدر المفهوم من { فضربنا على آذانهم } أي مثل جعلنا إنامتهم هذه المدة الطويلة آية ، جعلنا بعثهم آية .
فقال : وكما أنمناهم تلك النومة { كذلك بعثناهم } إذكاراً بقدرته على الإماتة والبعث جميعاً ، ليسأل بعضهم بعضاً ويتعرّفوا حالهم وما صنع الله بهم ، فيعتبروا ويستدلوا على عظم قدرة الله ، ويزدادوا يقيناً ويشكروا ما أنعم الله به عليهم وكرموا به انتهى .
وناسب هذا التشبيه قوله تعالى حين أورد قصتهم أولاً مختصرة { فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عدداً ثم بعثناهم } .
وقال ابن عطية : الإشارة بذلك إلى الأمر الذي ذكره الله في جهتهم والعبرة التي فعلها فيهم ، واللام في { ليتساءلوا } لام الصيرورة لأن بعثهم لم يكن لنفس تساؤلهم انتهى .
وقيل : صاحب نفقتهم تمليخاً وكم سؤال عن العدد والمعنى كم يوماً أقمتم نائمين ، والظاهر صدور الشك من المسؤولين .
وقال بعضهم { بعض يوم } والسائل أحس في خاطره طول نومهم ولذلك سأل .
قيل : ناموا أول النهار واستيقظوا آخر النهار ، وجوابهم هذا مبني على غلبة الظن والقول بالظن الغالب لا يعد كذباً ، ولما عرض لهم الشك في الإخبار ردوا علم لبثهم إلى الله تعالى .
وقال الزمخشري : { قالوا ربكم أعلم بما لبثتم } إنكار عليهم من بعضهم وأن الله تعالى أعلم بمدة لبثهم كان هؤلاء قد علموا بالأدلة أو بإلهام من الله أن المدة متطاولة وأن مقدارها مبهم لا يعلمه إلاّ الله انتهى .
ولما انتبهوا من نومهم أخذهم ما يأخذ من نام طويلاً من الحاجة إلى الطعام ، واتصل { فابعثوا } بحديث التساؤل كأنهم قالوا خذوا فيما يهمكم ودعوا علم ذلك إلى الله .
والمبعوث قيل هو تمليخا ، وكانوا قد استصحبوا حين خرجوا فارين دراهم لنفقتهم وكانت حاضرة عندهم ، فلهذا أشاروا إليها بقولهم { هذه } .
وقرأ أبو عمرو وحمزة وأبو بكر والحسن والأعمش واليزيدي ويعقوب في رواية ، وخلف وأبو عبيد وابن سعدان { بورقكم } بإسكان الراء .
وقرأ باقي السبعة وزيد بن عليّ بكسرها .
وقرأ أبو رجاء بكسر الواو وإسكان الراء وإدغام القاف في الكاف وكذا إسماعيل عن ابن محيصن ، وعن ابن محيض أيضاً كذلك إلاّ أنه كسر الراء ليصح الإدغام ، وقال الزمخشري : وقرأ ابن كثير { بورقكم } بكسر الراء وإدغام القاف في الكاف انتهى .
وحكى الزجاج قراءة بكسر الواو وسكون الراء دون إدغام .
وقرأ عليّ بن أبي طالب بوارقكم على وزن فاعل جعله اسم جمع كباقر وجائل .
و { المدينة } هي مدينتهم التي خرجوا منها ، وقيل وتسمى الآن طرسوس وكان اسمها عند خروجهم أفسوس .
{ فلينظر } يجوز أن يكون من نظر العين ، ويجوز أن يكون من نظر القلب ، والجملة في موضع نصب بفلينظر معلق عنها الفعل .
و { أيها } استفهام مبتدأ و { أزكى } خبره ، ويجوز أن يكون { أيها } موصولاً مبنياً مفعولاً لينظر على مذهب سيبويه ، و { أزكى } خبر مبتدأ محذوف .
و { أزكى } قال ابن عباس وعطاء أحل ذبيحة وأطهر لأن عامة بلدتهم كانوا كفاراً يذبحون للطواغيت .
قال الضحاك : وكان أكثر أموالهم غصوباً .
وقال مجاهد : قالوا له لا تبتع طعاماً فيه ظلم .
وقال ابن السائب ومقاتل : أطيب .
وقيل : في الكلام حذف أي أيّ أهلها { أزكى طعاماً } فيكون ضمير المؤنث عائداً على { المدينة } وإذا لم يكن حذف فيكون عائده على ما يفهم من سياق الكلام كأنه قيل أي المآكل .
وفي قوله : { فابعثوا أحدكم بورقكم } دليل على أن حمل النفقة وما يصلح للمسافر هو رأي المتوكلين على الله دون المتوكلين على الإنفاقات وعلى ما في أوعية الناس .
وقال بعض العلماء : ما لهذا السفر يعني سفر الحج إلا شيئان شد الهميان والتوكل على الرحمن .
{ وليتلطف } في اختفائه وتحيله مدخلاً ومخرجاً .
وقال الزمخشري : وليتكلف اللطف والنيقة فيما يباشره من أمر المبايعة حتى لا يغبن ، أو في أمر التخفي حتى لا يعرف انتهى .
وقرأ الحسن : { وليتلطف } بكسر لام الأمر ، وعن قتيبة الميال { وليتلطف } بضم الياء مبنياً للمفعول .
{ ولا يشعرن } أي لا يفعل ما يؤدي من غير قصد منه إلى الشعور بنا ، سمي ذلك إشعاراً منه بهم لأنه سبب فيه .
وقرأ أبو صالح ويزيد بن القعقاع وقتيبة { ولا يشعرن بكم } أحد ببناء الفعل للفاعل ، ورفع أحد .
والضمير في { أنهم } عائد على ما دل عليه المعنى من كفار تلك المدينة .
وقيل : ويجوز أن يعود على { أحداً } لأن لفظه للعموم فيجوز أن يجمع الضمير كقوله { فما منكم من أحد عنه حاجزين } ففي حاجزين ضمير جمع عائد على أحد .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.