البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{ذِكۡرُ رَحۡمَتِ رَبِّكَ عَبۡدَهُۥ زَكَرِيَّآ} (2)

و { ذكر } خبر مبتدأ محذوف أي هذا المتلو من هذا القرآن { ذكر } .

وقيل { ذكر } خبر لقوله { كهيعص } وهو مبتدأ ذكره الفرّاء .

قيل : وفيه بُعد لأن الخبر هو المبتدأ في المعنى وليس في الحروف المقطعة ذكر الرحمة ، ولا في ذكر الرحمة معناها .

وقيل : { ذكر } مبتدأ والخبر محذوف تقديره فيما يتلى { ذكر } .

وقرأ الحسن وابن يعمر { ذكر } فعلاً ماضياً { رحمة } بالنصب ، وحكاه أبو الفتح وذكره الزمخشري عن الحسن أي هذا المتلو من القرآن { ذكر رحمة ربك } وذكر الداني عن ابن يعمر { ذكر } فعل أمر من التذكير { رحمة } بالنصب و { عبده } نصب بالرحمة أي { ذكر } أن { رحمة ربك عبده } .

وذكر صاحب اللوامح أن { ذكر } بالتشديد ماضياً عن الحسن باختلاف وهو صحيح عن ابن يعمر ، ومعناه أن المتلو أي القرآن { ذكر برحمة ربك } فلما نزع الباء انتصب ، ويجوز أن يكون معناه أن القرآن ذكر الناس تذكيراً أن رحم الله عبده فيكون المصدر عاملاً في { عبده زكريا } لأنه ذكرهم بما نسوه من رحمة الله فتجدد عليهم بالقرآن ونزوله على النبيّ صلى الله عليه وسلم ، ويجوز أن يكون { ذكر } على المضي مسنداً إلى الله سبحانه .

وقرأ الكلبي { ذكر } على المضي خفيفاً من الذكر { رحمة ربك } بنصب التاء { عبده } بالرفع بإسناد الفعل إليه .

وقال ابن خالويه : { ذكر رحمة ربك عبده } يحيى بن يعمر و { ذكر } على الأمر عنه أيضاً انتهى .