فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{ذِكۡرُ رَحۡمَتِ رَبِّكَ عَبۡدَهُۥ زَكَرِيَّآ} (2)

{ ذكر } أي هذا ذكر ، أو المتلو ذكر ، وقيل إنه خبر الحروف المقطعة ، وهو قول يحي بن زياد . قال أبو البقاء : وفيه بعد ، وقيل هو مبتدأ محذوف الخبر أي فيما يتلى عليك ذكر .

قال الزجاج : المعنى هذا الذي نتلوه عليك ذكر { رحمة ربك } مضاف لفاعله ومفعوله { عبده زكريا } يعني إجابته إياه حين دعاه وسأله الولد . قيل عبده مفعول لذكر ، ومعنى ذكر الرحمة بلوغها وإصابتها كما يقال ذكرني معروف فلان أي بلغني .

عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : كان زكريا نجارا{[1155]} ، أخرجه أحمد وأبو يعلى والحاكم وصححه ، وعن ابن مسعود قال : كان آخر أنبياء بني إسرائيل زكريا بن آزر بن مسلم من ذرية يعقوب


[1155]:المستدرك كتاب التاريخ2/590.