فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{ذِكۡرُ رَحۡمَتِ رَبِّكَ عَبۡدَهُۥ زَكَرِيَّآ} (2)

قال الزجاج : { ذكر } مرتفع بالمضمر ، والمعنى : هذا الذي نتلوه عليك ذكر رحمة ربك { عَبْده زكريا } يعني : إجابته إياه حين دعاه وسأله الولد ، وانتصاب { عبده } على أنه مفعول للرحمة ، قاله الأخفش . وقيل : للذكر . ومعنى ذكر الرحمة : بلوغها وإصابتها ، كما يقال : ذكرني معروف فلان أي : بلغني . وقرأ يحيى بن يعمر : «ذكر » بالنصب ، وقرأ أبو العالية «عبده » بالرفع على أن المصدر مضاف إلى المفعول ، وفاعل الذكر هو عبده ، وزكريا على القراءتين عطف بيان له أو بدل منه ، وقرأ الكلبي : «ذكر » على صيغة الفعل الماضي مشدّداً ومخففاً على أن الفاعل عبده ، وقرأ ابن معمر على الأمر ، وتكون الرحمة على هذا عبارة عن زكريا ، لأن كل نبيّ رحمة لأمته .

/خ11