والظاهر أن قوله { أمتكم } خطاب لمعاصري الرسول صلى الله عليه وسلم و { هذه } إشارة إلى ملة الإسلام ، أي إن ملة الإسلام هي ملتكم التي يجب أن تكونوا عليها لا تنحرفون عنها ملة واحدة غير مختلفة ، ويحتمل أن تكون { هذه } إشارة إلى الطريقة التي كان عليها الأنبياء المذكورون من توحيد الله تعالى هي طريقتكم وملتكم طريقة واحدة لا اختلاف فيها في أصول العقائد ، بل ما جاء به الأنبياء من ذلك هو ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم .
وقيل : معنى { أمة واحدة } مخلوقة له تعالى مملوكة له ، فالمراد بالأمة الناس كلهم .
وقيل : الكلام يحتمل أن يكون متصلاً بقصة مريم وابنها أي { وجعلناها وابنها آية للعالمين } بأن بعث لهم بملة وكتاب ، وقيل لهم { إن هذه أمتكم } أي دعا الجميع إلى الإيمان بالله وعبادته .
ثم أخبر تعالى أنهم بعد ذلك اختلفوا { وتقطعوا أمرهم } وقرأ الجمهور { أمتكم } بالرفع خبر إن { أمة واحدة } بالنصب على الحال ، وقيل بدل من { هذه } وقرأ الحسن { أمتكم } بالنصب بدل من { هذه } .
وقرأ أيضاً هو وابن إسحاق والأشهب العقيلي وأبو حيوة وابن أبي عبلة والجعفي وهارون عن أبي عمرو والزعفراني { أمتكم أمة واحدة } برفع الثلاثة على أن { أمتكم } و { أمة واحدة } خبر { إن } أو { أمة واحدة } بدل من { أمتكم } بدل نكرة من معرفة ، أو خبر مبتدأ محذوف أي هي { أمة واحدة }
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.