{ يوم يرون الملائكة } { يوم } منصوب باذكر وهو أقرب أو بفعل يدل عليه { لا بشرى } أي يمنعون البشرى ولا يعمل فيه { لا بشرى } لأنه مصدر ولأنه منفي بلا التي لنفي الجنس لأنه لا يعمل ما بعدها فيما قبلها ، وكذا الداخلة على الأسماء عاملة عمل ليس ، ودخول { لا } على { بشرى } لانتفاء أنواع البشرى وهذا اليوم الظاهر أنه يوم القيامة لقوله بعد { وقدمنا إلى ما عملوا } وعن ابن عباس : عند الموت والمعنى أن هؤلاء الذين اقترحوا نزول الملائكة لا يعرفون ما يكون لهم إذا رأوهم من الشر وانتفاء البشارة وحصول الخسار والمكروه .
واحتمل { بشرى } أن يكون مبنياً مع { لا } واحتمل أن يكون في نية التنوين منصوب اللفظ ، ومنع من الصرف للتأنيث اللازم فإن كان مبنياً مع { لا } احتمل أن يكون الخبر { يومئذ للمجرمين } خبر بعد خبر أو نعت لبشرى ، أو متعلق بما تعلق به الخبر ، وأن يكون { يومئذ } صفة لبشرى ، والخبر { للمجرمين } ويجيء خلاف سيبويه والأخفش هل الخبر لنفس { لا } أو الخبر للمبتدأ الذي هو مجموع { لا } وما بني معها ؟ وإن كان في نية التنوين وهو معرب جاز أن يكون { يومئذ } معمولاً لبشرى ، وأن يكون صفة ، والخبر من الخبر .
وأجاز أن يكون { يومئذ } و { للمجرمين } خبر وجاز أن يكون { يومئذ } خبراً و { للمجرمين } صفة ، والخبر إذا كان الاسم ليس مبنياً لنفس لا بإجماع .
وقال الزمخشري : و { يومئذ } للتكرير وتبعه أبو البقاء ، ولا يجوز أن يكون تكريراً سواء أريد به التوكيد اللفظي أم أريد به البدل ، لأن { يوم } منصوب بما تقدم ذكره من اذكر أو من يعدمون البشرى وما بعد { لا } العاملة في الاسم لا يعمل فيه ما قبلها وعلى تقديره يكون العامل فيه ما قبل إلاّ والظاهر عموم المجرمين فيندرج هؤلاء القائلون فيهم .
قيل : ويجوز أن يكون من وضع الظاهر موضع الضمير ، والظاهر أن الضمير في { ويقولون } عائد على القائلين لأن المحدث عنهم كانوا يطلبون نزول الملائكة ، ثم إذا رأوهم كرهوا لقاءهم وفزعوا منهم لأنهم لا يلقونهم إلاّ بما يكرهون فقالوا عند رؤيتهم ما كانوا يقولونه عند لقاء العدو ونزول الشدة وقال معناه مجاهد قال { حجراً } عواذاً يستعيذون من الملائكة .
وقال مجاهد وابن جريج : كانت العرب إذا كرهت شيئاً قالوا حجراً .
وقال أبو عبيدة : هاتان اللفظتان عوذة للعرب يقولهما من خاف آخر في الحرم أو في شهر حرام إذا لقيه وبينهما ترة انتهى .
حنت إلى النخلة القصوى فقلت لها *** حجر حرام ألا تلك الدهاليس
أي هذا الذي حننت إليه هو ممنوع ، وذكر سيبويه { حجراً } في المصادر المنصوبة غير المتصرفة .
قالت وفيها حيرة وذعر *** عوذ يرى منكم وحجر
قال سيبويه : ويقول الرجل للرجل أتفعل كذا ؟ فيقول حجراً وهي من حجره إذا منعه لأن المستعيذ طالب من الله أن يمنع المكروه لا يلحقه .
وقرأ أبو رجاء والحسن والضحاك { حجراً } بضم الحاء .
وقيل : الضمير في { ويقولون } عائد على الملائكة أي تقول الملائكة للمجرمين { حجراً محجوراً } عليكم البشرى و { محجوراً } صفة يؤكد معنى { حجراً } كما قالوا : موت مائت ، وذيل ذائل ، والقدوم الحقيقي مستحيل في حق الله تعالى فهو عبارة عن حكمه بذلك وإنفاذه .
قيل : أو على حذف مضاف أي قدمت ملائكتنا وأسند ذلك إليه لأنه عن أمره ،
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.