البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{أَمِ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِۦٓ أَوۡلِيَآءَۖ فَٱللَّهُ هُوَ ٱلۡوَلِيُّ وَهُوَ يُحۡيِ ٱلۡمَوۡتَىٰ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ} (9)

{ أم اتخذوا من دونه أولياء } ، أم بمعنى بل ، للانتقال من كلام إلى كلام ، والهمزة للإنكار عليهم اتخاذ أولياء من دون الله .

وقيل : أم بمعنى الهمزة فقط ، وتقدّم الكلام على مثل هذا ، حيث جاءت أم المنقطعة ، والمعنى : اتخذوا أولياء دون الله ، وليسوا بأولياء حقيقة ، فالله هو الولي ، والذي يجب أن يتولى وحده ، لا ما لا يضر ولا ينفع من أوليائهم .

ولما أخبر أنه هو الولي ، عطف عليه هذا الفعل الغريب الذي لا يقدر عليه غيره ، وهو إحياء الموتى .

ولما ذكر هذا الوصف ، ذكر قدرته على كل شيء تتعلق إرادته به .

وقال الزمخشري : في قوله : { فالله هو الولي } ، والفاء في قوله : { فالله هو الولي } جواب شرط مقدر ، كأنه قيل : بعد إنكار كل ولي سواه ، وإن أراد ولياً بحق ، فالله هو الولي بالحق ، لا ولي سواه . انتهى .

ولا حاجة إلى تقدير شرط محذوف ، والكلام يتم بدونه .