فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{أَمِ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِۦٓ أَوۡلِيَآءَۖ فَٱللَّهُ هُوَ ٱلۡوَلِيُّ وَهُوَ يُحۡيِ ٱلۡمَوۡتَىٰ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ} (9)

{ أم اتخذوا من دونه أولياء } .

بل اتخذوا متجاوزين الله تعالى أولياء من الأصنام وغيرها فكان جزاؤهم من جنس عملهم أن قطعهم الله عن ولايته ، فهم في الدنيا تستهويهم الشياطين فيعيشون حيارى مرتابين ، وفي الآخرة يكفر بعضهم ببعض ويلعن بعضهم بعضا ، فما لهم من شافعين ، ولا صديق حميم { آية } ، ولا نصير يخلصهم من عذاب السعير .

{ فالله هو الولي } .

فما وجد شيئا من فقد الله ، { . . وهو يتولى الصالحين }{[4238]} ، وأولياؤه سبحانه هم أهل كرامته في الدنيا والآخرة . . يقول بعض المفسرين : هو جواب شرط مقدر ، أي إن أرادوا وليا بحق فالله تعالى هو الولي بحق لا ولي سواه عز وجل . . اه .

{ وهو يحيي الموتى وهو على كل شيء قدير( 9 ) } .

فهل الذين اتخذوهم أربابا من دون الله يملكون شيئا أو يقدرون على شيء ؟ ! وهكذا جاء البرهان في القرآن : { واتخذوا من دونه آلهة لا يخلقون شيئا وهم يخلقون ولا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا ولا يملكون موتا ولا حياة ولا نشورا }{[4239]} ، وما دامت معبوداتهم بهذا العجز فلا ينبغي لعاقل أن يدع عبادة القوي القدير إلى ضعاف لا يملكون ولا يقدرون ولا ينفعون ؛ بل إنما الرب المعبود هو المتفرد بإحياء الموتى وإليه المصير .


[4238]:سورة الأعراف. من الآية 196.
[4239]:سورة الفرقان الآية 3.