فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{أَمِ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِۦٓ أَوۡلِيَآءَۖ فَٱللَّهُ هُوَ ٱلۡوَلِيُّ وَهُوَ يُحۡيِ ٱلۡمَوۡتَىٰ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ} (9)

وجملة : { أَمِ اتخذوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء } مستأنفة مقررّة لما قبلها من انتفاء كون للظالمين ، ولياً ونصيراً ، وأم هذه هي المنقطعة المقدّرة ببل المفيدة للانتقال ، وبالهمزة المفيدة للإنكار ، أي بل أأتخذ الكافرون من دون الله أولياء من الأصنام يعبدونها ؟ { فالله هُوَ الولي } أي هو الحقيق بأن يتخذوه ولياً ، فإنه الخالق الرازق الضار النافع ، وقيل الفاء جواب شرط محذوف ، أي : إن أرادوا أن يتخذوا ولياً في الحقيقة فالله هو الوليّ { وَهُوَ } أي ومن شأنه أنه { يُحْيي الموتى وَهُوَ على كُلّ شَيْء قَدِيرٌ } أي : يقدر على كل مقدور ، فهو الحقيق بتخصيصه بالألوهية وإفراده بالعبادة .

/خ12