اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{أَمِ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِۦٓ أَوۡلِيَآءَۖ فَٱللَّهُ هُوَ ٱلۡوَلِيُّ وَهُوَ يُحۡيِ ٱلۡمَوۡتَىٰ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ} (9)

قوله تعالى : { أَمِ اتخذوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَآءَ } أم هذه ( هي ){[49080]} أم المنقطعة فتقدر ببل التي للانتقال وبهمزة الإنكار{[49081]} ، أو بالهمزة فقط{[49082]} . واعلم أنه تعالى لما حكى عنهم أولاً أنهم اتخذوا من دونه أولياء ثم قال بعده لمحمد عليه الصلاة والسلام : لَسْتَ عَلَيْهمْ بِوَكِيلٍ أي لا يجب عليك أن تحملهم على الإيمان فإن الله لو شاء لفعله أعاد ذلك الكلام على سبيل الاستنكار . ثم قال : { فالله هُوَ الولي } ، قال ابن عباس ( رضِيَ اللهُ عَنْهُمَا ){[49083]} : وليك يا محمد ، وولي من اتبعك ، والفاء جواب شرط مقدر{[49084]} كأنه قال : إنْ أَرَادُوا أولياء بحق فاللهُ هو الوليّ ، لاَ وليَّ سواه ؛ لأنه يحيي الموتى { وَهُوَ على كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } فهو الحقيق بأن يتخذ ولياً دون من لا يقدر على شيء قاله الزمخشري{[49085]} . وقيل : الفاء عاطفة ما بعدها على ما قبلها .


[49080]:زيادة لتوضيح السياق.
[49081]:قال بالوجهين أبو حيان في البحر 7/509.
[49082]:الزمخشري في الكشاف 3/461.
[49083]:زيادة من أ.
[49084]:وهي ما تسمى بفاء الفصيحة.
[49085]:بتوضيح وتفصيل لكلامه في الكشاف 3/461.