البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَٱلنَّـٰشِطَٰتِ نَشۡطٗا} (2)

نشط البعير والإنسان ربطه وأنشطه : حله ، ومنه : وكأنما أنشط من عقال . ونشط : ذهب من قطر إلى قطر ، ولذلك قيل لبقر الوحش النواشط ، لأنهن يذهبن بسرعة من مكان إلى مكان ، ومنه قول الشاعر ، وهو هميان بن قحافة :

أرى همومي تنشط المناشطا *** الشام بي طوراً وطوراً واسطا

وكأن هذه اللفظة مأخوذة من النشاط . وقال أبو زيد : نشطت الحبل أنشطه نشطاً : عقدته أنشوطة ، وأنشطته : حللته ، وأنشطت الحبل : مددته . وقال الليث : أنشطته بأنشوطة : أي وثقته ، وأنشطت العقال : مددت أنشوطته فانحلت ، ويقال : نشط بمعنى أنشط ، والأنشوطة : عقدة يسهل إنحلالها إذا جدبت كعقدة التكة .

{ والناشطات } ، قال ابن عباس ومجاهد : الملائكة تنشط النفوس عند الموت ، أي تخلها وتنشط بأمر الله إلى حيث كان .

وقال ابن عباس أيضاً وقتادة والحسن والأخفش : النجوم تنشط من أفق إلى أفق ، تذهب وتسير بسرعة .

وقال مجاهد أيضاً : المنايا .

وقال عطاء : البقر الوحشية وما جرى مجراها من الحيوان الذي ينشط من قطر إلى قطر .

وقال ابن عباس أيضاً : النفوس المؤمنة تنشط عند الموت للخروج .

وقيل : التي تنشط للإزهاق .