والخطاب في { أنذرناكم } لمن حضر النبي صلى الله عليه وسلم ، واندرج فيه من يأتي بعدهم ، { عذاباً } : هو عذاب الآخرة لتحقق وقوعه ، وكل آت قريب .
{ يوم ينظر المرء } : عام في المؤمن والكافر .
{ ما قدمت يداه } من خير أو شر لقيام الحجة له وعليه .
وقال الزمخشري ، وقاله قبله عطاء : المرء هو الكافر لقوله : { إنا أنذرناكم عذاباً قريباً } ، والكافر ظاهر وضع موضع الضمير لزيادة الذم .
ومعنى { ما قدمت يداه } من الشر لقوله : { وذوقوا عذاب الحريق ذلك بما قدمت أيديكم } وقال ابن عباس وقتادة والحسن : المرء هنا المؤمن ، كأنه نظر إلى مقابله في قوله : { ويقول الكافر } .
وقرأ الجمهور : { المرء } بفتح الميم ؛ وابن أبي إسحاق بضمها ؛ وضعفها أبو حاتم ، ولا ينبغي أن تضعف لأنها لغة يتبعون حركة الميم لحركة الهمزة فيقولون : مرؤ ومرأ ومرء على حسب الإعراب ، وما منصوب بينظر ومعناه : ينتظر ما قدّمت يداه ، فما موصولة .
ويجوز أن يكون ينظر من النظر ، وعلق عن الجملة فهي في موضع نصب على تقدير إسقاط الخافض ، وما استفهامية منصوبة تقدّمت ، وتمنيه ذلك ، أي تراباً في الدنيا ، ولم يخلق أو في ذلك اليوم .
وقال أبو هريرة وعبد الله بن عمر : إن الله تعالى يحضر البهائم يوم القيامة فيقتص من بعضها لبعض ، ثم يقول لها بعد ذلك : كوني تراباً ، فتعود جميعها تراباً ، فإذا رأى الكافر ذلك تمنى مثله .
وقيل : الكافر هنا إبليس ، إذا رأى ما حصل للمؤمنين من الثواب قال : { يا ليتني كنت تراباً } كآدم الذي خلق من تراب واحتقره هو أوّلاً .
وقيل : { تراباً } : أي متواضعاً لطاعة الله تعالى ، لا جباراً ولا متكبراً .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.