تفسير الجلالين للمحلي والسيوطي - تفسير الجلالين [إخفاء]  
{وَلَقَدۡ ءَاتَيۡنَا لُقۡمَٰنَ ٱلۡحِكۡمَةَ أَنِ ٱشۡكُرۡ لِلَّهِۚ وَمَن يَشۡكُرۡ فَإِنَّمَا يَشۡكُرُ لِنَفۡسِهِۦۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٞ} (12)

{ ولقد آتينا لقمان الحكمة أن اشكر لله ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن الله غني حميد }

{ ولقد آتينا لقمان الحكمة } منها العلم والديانة والإصابة في القول ، وحكمه كثيرة مأثورة ، كان يفتي قبل بعثة داود وأدرك بعثته وأخذ عنه العلم وترك الفتيا وقال في ذلك : ألا أكتفي إذا كفيت ، وقيل له أي الناس شر ؟ قال : الذي لا يبالي إن رآه الناس مسيئاً { أن } أي وقلنا له أن { أشكر لله } على ما أعطاك من الحكمة { ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه } لأن ثواب شكره له { ومن كفر } النعمة { فإن الله غني } عن خلقه { حميد } محمود في صنعه .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{وَلَقَدۡ ءَاتَيۡنَا لُقۡمَٰنَ ٱلۡحِكۡمَةَ أَنِ ٱشۡكُرۡ لِلَّهِۚ وَمَن يَشۡكُرۡ فَإِنَّمَا يَشۡكُرُ لِنَفۡسِهِۦۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٞ} (12)

قوله تعالى : { وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ } { لقمان } ، اسم غير منصوف ؛ للتعريف ، وللألف والنون الزائدتين ، كعثمان ولقمان ، مفعول أول للفعل { آتينا } . و { الحكمة } مفعول ثان .

وقد ذهب أكثر العلماء من السلف إلى أن لقمان لم يكن نبيا بل كان حكيما فقد أوتي الحكمة والفهم وحسن الخطاب . وقيل : كان عبدا حبشيا نجارا . وقيل : كان خياطا . وهو قول ابن عباس . وقد أعطاه الله الحكمة ومنعه النبوة ، وكان قاضيا في بني إسرائيل .

قوله : { أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ } { أن } ، بمعنى أي ، المفسرة . يعني : قلنا له اشكر لله ؛ فقد أمره الله بشكره على ما آتاه من نعم العقل والفهم والحكمة ، فشكره لقمان . وشكر الله إنما يكون بطاعته ، والتزام شرعه ، والمضي على صراطه المستقيم .

قوله : { وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ } من يشكر الله على ما أنعم به عليه من مختلف أنواع الخير والفضل والنعمة والإحسان فلا يجحده ولا ينكر ما منّ به عليه بل يفيض على لسانه ذكر الله وشكره والثناء عليه على الدوام .

قوله : { وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ } من يشكر الله بطاعته والإذعان لجلاله ، وذكر نعمه وآلائه فإن الله يجزل له الثواب ويدرأ عنه المكاره والآلام ويصونه من عواقب الفتن .

قوله : { وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ } من جحد نعم الله ، وأنكر ما منّ به عليه من الخيرات والآلاء { فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ } عن عبادة الخلق وعن شكرهم إياه لا حاجة به سبحانه إلى شكر العباد فشكرهم إياه لا يزيد في سلطانه شيئا ، وكفرانهم نعمه لا ينقص من ملكه أيما شيء ولو مثقال ذرة أو أصغر . وهو سبحانه { حَمِيدٌ } أي محمود في خلقه . أو مستحق للحمد من عباده على ما أنعم به عليهم من الآلاء{[3643]} .


[3643]:البيان لابن الأنباري ج 2 ص 255.