{ لقمان } رجل حكيم بحكمة الله تعالى وهي الصواب في المعتقدات والفقه في الدين والعقل{[9354]} ، واختلف هل هو نبي مع ذلك أو رجل صالح فقط ، فقال بنبوءته عكرمة والشعبي ، وقال بصلاحه فقط مجاهد وغيره ، وقال ابن عباس : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول «لم يكن لقمان نبياً ولكن كان عبداً كثير التفكر حسن اليقين أحب الله فأحبه فمن عليه بالحكمة وخيره في أن يجعله خليفة يحكم بالحق ، فقال يا رب إن خيرتني قبلت العافية وتركت البلاء وإن عزمت علي فسمعاً وطاعة فإنك ستعصمني{[9355]} وكان قاضياً في بني إسرائيل نوبياً أسود مشقق الرجلين ذا مشافر » ، قاله سعيد بن المسيب ومجاهد وابن عباس ، وقال له رجل كان قد رعى معه الغنم ما بلغ بك يا لقمان ما أرى ؟ قال : صدق الحديث والصمت عما لا يعني ، وقال ابن المسيب : كان سودان مصر من النوبة ، وقال خالد بن الربيع{[9356]} : كان نجاراً ، وقيل كان خياطاً ، وقيل كان راعياً ، وحكم لقمان كثيرة مأثورة ، قيل له وأي الناس شر ؟ قال الذي لا يبالي إن رآه الناس مسيئاً .
وقوله تعالى : { أن اشكر } يجوز أن تكون { أن } في موضع نصب على إسقاط حرف الجر أي «بأن اشكر لله » ، ويجوز أن تكون مفسرة أي كانت حكمته دائرة على الشكر لله ومعانيه وجميع العبادات والمعتقدات داخلة في شكر الله تعالى ، ثم أخبر تعالى أن الشاكر حظه عائد عليه وهو المنتفع بذلك . و { الله } تعالى { غني } عن الشكر فلا ينفعه شكر العباد { حميد } في نفسه فلا يضره كفر الكافرين و { حميد } بمعنى محمود أي هو مستحق ذلك بذاته وصفاته .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.