جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَلَقَدۡ ءَاتَيۡنَا لُقۡمَٰنَ ٱلۡحِكۡمَةَ أَنِ ٱشۡكُرۡ لِلَّهِۚ وَمَن يَشۡكُرۡ فَإِنَّمَا يَشۡكُرُ لِنَفۡسِهِۦۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٞ} (12)

{ وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ } الأصح ، بل الصحيح أنه{[3991]} ما كان نبيا ، بل كان عبدا صالحا أدرك داود عليه السلام ، وعن كثير من السلف : إنه عبد أسود{[3992]} آتاه الله تعالى الحكمة ، وعن بعض : إن الله خيره بين النبوة ، والحكمة ، فاختار الحكمة فإن فيها السلامة ، { أَنِ اشْكُرْ } ، أي : لأن أو مفسرة فإن إيتاء الحكمة في معنى القول ، { لِلَّهِ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ } : نفعه لا يعود إلا إليه ، { وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ } : لا يحتاج إلى شيء ، { حَمِيدٌ } : حقيق بالحمد وإن لم يحمده أحد ،


[3991]:واتفقوا عليه إلا عكرمة فإنه قال: كان لقمان نبيا، وتفرد بهذا القول /12 كمالين.
[3992]:روي أنه تعجب شخص من وجاهته عند الخلق مع أنه أسود غليظ الشفتين فقال: غضي لبصري وكفي لساني وتركي ما لا يعنيني صيرني كما تراني /12 وجيز. وقد حكى الله سبحانه من مواعظه لابنه ما حكاه وفيه كفاية، وما عدا ذلك مما لم يصح فليس في ذكره إلا شغلة للخير وقطيعة للوقت، ولم يكن نبيا حتى يكون ما نقل عنه شرع من قبلنا ولا صح إسناد ما روي عنه من الكلمات حتى يكون ذكر ذلك من تدين وكلام الحكمة التي هي ضالة المؤمن /12 فتح.