أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ} (5)

شرح الكلمات :

{ حاسد إذا حسد } : أي إذا أظهر حسده وأعمله .

المعنى :

وقوله تعالى { ومن شر حاسد إذا حسد } أي وتعوذ برب الفلق من شر حاسد ، أي من الناس إذا حسد ، أي أظهر حسده فابتغاك بضر ، أو أرادك بشر ، أو طلبك بسوء بحسده لك ؛ لأن الحسد زوال النعمة عن المحسود ، وسواء أرادها أو لم يردها ، وهو شر الحسد .

من الهداية :

1- تحريم الحسد قطعياً ، وهو داء خطير حمل ابن آدم على قتل أخيه ، وحمل إخوة يوسف على الكيد له .

2- الغبطة ليست من الحسد ، لحديث الصحيح " لا حسد إلا في اثنتين " ؛ إذ المراد به الغبطة .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ} (5)

قوله : { ومن شر حاسد إذا حسد } الحسد معناه تمني زوال النعمة عن المحسود ، وإن لم يصر للحاسد مثلها ، أما تمني مثلها وإن لم تزل فهذه غبطة ، وهي مباحة ، لكن الحسد شر مذموم . فهو أول ذنب عصي الله به في السماء ، وأول ذنب عصي الله به في الأرض . فقد حسد إبليس آدم ، وحسد قابيل أخاه هابيل . لا جرم أن الحسد رذيلة ممقوتة وذميمة ؛ بل إنه من أشد المفاسد شرا وقبحا . وليس الحاسد إلا ممقوتا مبغوضا ، قد حاقت به اللعنة ، ونزل به الخسار . حفظنا الله من شر الحسد والحساد ، ودفع عنا أذاهم وسوء نواياهم{[4885]} .


[4885]:تفسير الطبري جـ 30 ص 226 –228 والكشاف جـ 4 ص 301.