أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{مِن شَرِّ ٱلۡوَسۡوَاسِ ٱلۡخَنَّاسِ} (4)

شرح الكلمات :

{ من شر الوسواس } : أي من شر الشيطان ، سمي بالمصدر لكثرة ملابسته له .

{ الخناس } : أي الذي يخنس ويتأخر عن القلب عند ذكر الله تعالى .

المعنى :

/د1

من شر الوسواس -الذي هو الشيطان الموسوس- في صدور الناس ، وذلك بصوت خفي لا يسمع ، فيلقي الشبه في القلب ، والمخاوف والظنون السيئة ، ويزين القبيح ، ويقبح الحسن ، وذلك متى غفل المرء عن ذكر الله تعالى . وقوله تعالى { الخناس } هذا وصف للشيطان من الجن ، فإِنه إذا ذكر العبد ربه خنس ، أي استتر وكأنه غاب ولم يغب ، فإِذا غفل العبد عن ذكر الله عاد للوسوسة .

/ذ1

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{مِن شَرِّ ٱلۡوَسۡوَاسِ ٱلۡخَنَّاسِ} (4)

قوله : { من شر الوسواس الخناس } يعني من شر الشيطان ذي الوسواس ، من الوسوسة ، وهي حديث النفس . وذلك هو دأب الشيطان الرجيم مع ابن آدم ، فإنه ينفث في قلبه في كل الأحوال من الحزن أو السرور ، ليثير في نفسه الأوهام والظنون والأضاليل من التصورات ، ثم يدعوهم إلى التلبس بالباطل ، حتى إذا ذكر الله خنس . أي تأخر ، وأخنسه غيره أي خلّفه ومضى . وسمي الشيطان خناسا ؛ لأنه يخنس إذا ذكر الله {[4886]} ، وفي الخبر : " إن الشيطان جاثم على قلب ابن آدم ، فإذا غفل وسوس ، وإذا ذكر الله خنس " ، أي تأخر وأقصر .


[4886]:مختار الصحاح ص 191.