أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{۞أَوَلَمۡ يَسِيرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَيَنظُرُواْ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلَّذِينَ كَانُواْ مِن قَبۡلِهِمۡۚ كَانُواْ هُمۡ أَشَدَّ مِنۡهُمۡ قُوَّةٗ وَءَاثَارٗا فِي ٱلۡأَرۡضِ فَأَخَذَهُمُ ٱللَّهُ بِذُنُوبِهِمۡ وَمَا كَانَ لَهُم مِّنَ ٱللَّهِ مِن وَاقٖ} (21)

شرح الكلمات :

{ أو لم يسيروا في الأرض } : أي أغفل كفار قريش ولم يسيروا في الأرض .

{ فينظروا } : أي بأعينهم .

{ كيف كان عاقبة الذين كانوا من قبلهم } : إنها كانت دماراً وخساراً ووبالاً عليهم .

{ كانوا هم أشدَّ منهم قوة وآثاراً في الأرض } : ولم يغن ذلك عنهم من الله شيئاً .

{ فأخذهم الله بذنوبهم } : أي عاقبهم بذنوبهم فدمرهم وأهلكهم .

{ وما كان لهم من الله من واق } : أي ولم يوجد لهم من عقاب الله من واق يقيهم منه .

المعنى :

تقدم في السياق تخويف الله تعالى لمشركي قريش بعذاب الآخرة ، ومبالغة في نصحهم وطلب هدايتهم خوفهم بعد عذاب الآخرة بعذاب الدنيا لعلهم يتوبون فقال : أو لم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين كانوا من قبلهم كانوا أشد منهم قوة وآثاراً في الأرض أي أغفل هؤلاء المجاحدون المعاندون ولم يسيروا في البلاد شمالاً وجنوباً حيث ديار عاد في الجنوب وديار ثمود في الشمال فينظروا بأعينهم كيف كان عاقبة الذين كانوا من قبلهم كعاد وثمود كان أولئك أشد من هؤلاء قوة وآثاراً في الأرض من حيث البناء والعمران والقدرة على الحرب والقتال ، فأخذهم الله بذنوبهم أي بذنوب الشرك والتكذيب والمعاصي ، ولما أخذهم لم يوجد لهم من عقاب الله وعذابه من واق يقيهم ما أنزل الله بهم وما أحله بساحتهم . فما لهؤلاء المشركين لا يتعظون ولا يعتبرون والعاقل من اعتبر بغيره .

الهداية :

من الهداية :

1- تقرير الحكمة القائلة : العاقل من اعتبر بغيره .

2- الأخذ بالذنوب سنة من سنن الله في الأرض لا تتبدل ولا تتحول .

3- من أراد الله عقابه لا يوجد له واق يقيه ، ولا حَامٍ يحميه ، ومن تاب تاب الله عليه .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{۞أَوَلَمۡ يَسِيرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَيَنظُرُواْ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلَّذِينَ كَانُواْ مِن قَبۡلِهِمۡۚ كَانُواْ هُمۡ أَشَدَّ مِنۡهُمۡ قُوَّةٗ وَءَاثَارٗا فِي ٱلۡأَرۡضِ فَأَخَذَهُمُ ٱللَّهُ بِذُنُوبِهِمۡ وَمَا كَانَ لَهُم مِّنَ ٱللَّهِ مِن وَاقٖ} (21)

قوله تعالى : { أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآَثَارًا فِي الأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ ( 21 ) } .

الاستفهام للتوبيخ والتعنيف لهؤلاء المشركين الخاسرين . والمعنى : أو لم ير هؤلاء المشركون في أسفارهم للتجارات ما حلَّ بالأمم الظالمة المكذبة من قبلهم من سوء العاقبة . فقد أتاهم من الله العذاب والتدمير والاستئصال . وتلك مساكنهم الخاوية وآثارهم الدوارس تدل على ما نزل بهم من الإهلاك والإبادة . وقد كانوا أشد من هؤلاء المشركين قوة وذلك في كثرة الأعداد والأموال وشدة البأس . وكانوا كذلك أشد منهم آثارا . والمراد بالآثار ، الحصون المنيعة ، والقصور الحصينة وغير ذلك من وجوه الآثار التي تدل على قوة الأمم السابقة وأنهم أشد بأسا من هؤلاء المشركين . وهم مع شديد قوتهم وبأسهم وظاهر منعتهم ؛ فقد أخذهم الله بعقابه بسبب كفرهم بالله ورسله وصدهم عن دين الله . وهو قوله : { فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ } دمَّر اللهُ عليهم وأهلكهم بشركهم وما تلبسوا به من الذنوب والمعاصي . وما كان لهم من أحد يدفع عنهم البلاء أو يقيهم مما حلَّ بهم من عقاب الله .