الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{۞أَوَلَمۡ يَسِيرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَيَنظُرُواْ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلَّذِينَ كَانُواْ مِن قَبۡلِهِمۡۚ كَانُواْ هُمۡ أَشَدَّ مِنۡهُمۡ قُوَّةٗ وَءَاثَارٗا فِي ٱلۡأَرۡضِ فَأَخَذَهُمُ ٱللَّهُ بِذُنُوبِهِمۡ وَمَا كَانَ لَهُم مِّنَ ٱللَّهِ مِن وَاقٖ} (21)

( هم ) في { كَانُواْ هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ } فصل .

فإن قلت : من حق الفصل أن لا يقع إلاّ بين معرفتين فما باله واقعاً بين معرفة وغير معرفة ؟ وهو أشدّ منهم . قلت : قد ضارع المعرفة في أنه لا تدخله الألف واللام ، فأجري مجراها . وقرىء : «منكم » وهي في مصاحف أهل الشام { وَءَاثَاراً } يريد حصونهم وقصورهم وعددهم ، وما يوصف بالشدّة من آثارهم . أو : أراد وأكثر آثاراً ، كقوله :

مُتَقَلِّداً سَيْفاً وَرُمْحاً ***