ولما أوعدهم سبحانه بصادق الأخبار عن قوم نوح ومن تبعهم من الكفار وختمه بالإنذار بما يقع في دار القرار للظالمين الأشرار أتبعه الوعظ والتخويف بالمشاهدة ممن تتبع الديار ، والاعتبار بما كان لهم فيها من عجائب الآثار فقال عز من قائل :
{ أولم يسيروا في الأرض } أي : في أي أرض ساروا فيها { فينظروا } أي : نظر اعتبار كما هو شأن أهل البصائر { كيف كان عاقبة } أي : آخر أمر { الذين كانوا } أي : سكاناً للأرض عريقين في عمارتها { من قبلهم } أي : قبل زمانهم من الكفار كعاد وثمود { كانوا هم } أي : المتقدمون لما لهم من القوة الظاهرة والباطنة { أشد منهم } أي : من هؤلاء { قوة } أي : ذوات ومعاني وإنما جيء بالفصل وحقه أنه يقع بين معرفتين لمضارعة أفعل من المعرفة في امتناع دخول اللام عليه ، وقرأ ابن عامر منكم بكاف والباقون بهاء الغيبة { و } أشد { آثاراً في الأرض } لأن آثارهم لم يندرس بعضها إلى هذا الزمان وقد مضى عليه ألوف من السنين ، وأما المتأخرون فتنطمس آثارهم في أقل من قرن ومع قوتهم { فأخذهم الله } أي : الذي له صفات الكمال أخذ غلبة وقهر وسطوة { بذنوبهم } أي : بسببها { وما كان لهم } من شركائهم الذين ضلوا بهم هؤلاء ومن غيرهم { من الله } أي : المتصف بجميع صفات الكمال { من واق } أي : يقيهم عذابه والمعنى : أن العاقل من اعتبر بغيره وأن الذين مضوا من الكفار كانوا أشد قوة من هؤلاء ، ولما كذبوا رسلهم أهلكهم الله تعالى عاجلاً ، وقرأ ابن كثير في الوقف بالياء بعد القاف والباقون بغير ياء واتفقوا على التنوين في الوصل .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.