تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته  
{۞أَوَلَمۡ يَسِيرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَيَنظُرُواْ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلَّذِينَ كَانُواْ مِن قَبۡلِهِمۡۚ كَانُواْ هُمۡ أَشَدَّ مِنۡهُمۡ قُوَّةٗ وَءَاثَارٗا فِي ٱلۡأَرۡضِ فَأَخَذَهُمُ ٱللَّهُ بِذُنُوبِهِمۡ وَمَا كَانَ لَهُم مِّنَ ٱللَّهِ مِن وَاقٖ} (21)

21-{ أو لم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كانت عاقبة الذين كانوا من قبلهم كانوا هم أشد منهم قوة وآثارا في الأرض فأخذهم الله بذنوبهم وما كان لهم من الله من واق } .

من شأن القرآن أن يتنقل بالمشاهد من بين مشاهد الآخرة إلى مشاهد التاريخ ، فقد كان قوم نوح وعاد وثمود وفرعون وأمثالهم يملكون أسباب العزة والقوة ، وتمكنوا في الأرض ، وتركوا فيها آثارا تدل على قوتهم وتفوقهم ، ثم عتوا عن أمر الله ، وكذبوا رسلهم ، واشتد عنادهم ، فلم ينفعهم ما هم فيه من تقدم وعمران ، بل عاقبهم الله بسبب كفرهم ، وأهلكهم بسبب عنادهم ، ولم يكن لهم مانع يمنعهم من عذاب الله .

قال ابن كثير :

{ وما كان لهم من الله من واق } .

أي : ما دفع عنهم عذاب الله أحد ، ولا ردّه عنهم راد ، ولا وقاهم واق . ا ه .

والآية تحذير لأهل مكة ، وتهديد ووعيد .

كما قال تعالى : { ولقد مكناهم فيما إن مكناكم فيه . . . } ( الأحقاب : 26 ) .

وقال تعالى : { وأثاروا الأرض وعمروها أكثر مما عمروها . . . } ( الروم : 9 ) .