البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{۞أَوَلَمۡ يَسِيرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَيَنظُرُواْ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلَّذِينَ كَانُواْ مِن قَبۡلِهِمۡۚ كَانُواْ هُمۡ أَشَدَّ مِنۡهُمۡ قُوَّةٗ وَءَاثَارٗا فِي ٱلۡأَرۡضِ فَأَخَذَهُمُ ٱللَّهُ بِذُنُوبِهِمۡ وَمَا كَانَ لَهُم مِّنَ ٱللَّهِ مِن وَاقٖ} (21)

{ أوَلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين كانوا من قبلهم } : أحال قريشاً على الاعتبار بالسير ، وجاز أن يكون فينظروا مجزوماً عطفاً على يسيروا وأن يكون منصوباً على جواب النفي ، كما قال :

ألم تسأل فتخبرك الرسوم . . .

وتقدم الكلام على مثل هذه الجملة ، وحمل الزمخشري هم على أن يكون فصلاً ولا يتعين ، إذ يجوز أن يكون هم توكيداً لضمير كانوا .

وقرأ الجمهور : منهم بضمير الغيبة ؛ وابن عامر : منكم بضمير الخطاب على سبيل الالتفات .

{ وآثاراً في الأرض } : معطوف على قوة ، أي مبانيهم وحصونهم وعددهم كانت في غاية الشدة .

{ وتنحتون من الجبال بيوتاً } وقال الزمخشري : أو أرادوا أكثر آثاراً لقوله :

متقلداً سيفاً ورمحاً . . .

انتهى .

أي : ومعتقلاً رمحاً ، ولا حاجة إلى ادعاء الحذف مع صحة المعنى بدونه .

{ من واق } : أي وما كان لهم من عذاب الله من ساتر بمنعهم منعه .