الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{۞أَوَلَمۡ يَسِيرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَيَنظُرُواْ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلَّذِينَ كَانُواْ مِن قَبۡلِهِمۡۚ كَانُواْ هُمۡ أَشَدَّ مِنۡهُمۡ قُوَّةٗ وَءَاثَارٗا فِي ٱلۡأَرۡضِ فَأَخَذَهُمُ ٱللَّهُ بِذُنُوبِهِمۡ وَمَا كَانَ لَهُم مِّنَ ٱللَّهِ مِن وَاقٖ} (21)

قوله : { فَيَنظُرُواْ } : يجوز أَنْ يكونَ منصوباً في جواب الاستفهام ، وأَنْ يكونَ مجزوماً نَسَقاً على ما قبله كقولِه :

3923 ألم تَسْأَلْ فتُخْبِرْكَ الرُّسومُ *** . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

رواه بعضُهم بالجزمِ والنصب .

قوله : " منهم قوةً " قرأ ابنُ عامرٍ " منكم " على سبيلِ الالتفاتِ ، والباقون بضميرِ الغَيْبة جَرْياً على ما سَبَقَ من الضمائرِ الغائبةِ .

قوله : " وآثاراً " عطفٌ على " قوةً " ، وهو في قوة قولِه : { يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً آمِنِينَ } [ الحجر : 82 ] ، وجعله الزمخشريُّ منصوباً بمقدر قال : " أو أراد : وأكثرَ آثاراً كقولِه :

3924 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . قد غدا *** مُتَقَلِّداً سَيْفاً ورُمْحا

يعني : ومُعْتَقِلاً رمحاً " . ولا حاجةَ إلى هذا مع الاستغناء عنه .