إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{۞أَوَلَمۡ يَسِيرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَيَنظُرُواْ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلَّذِينَ كَانُواْ مِن قَبۡلِهِمۡۚ كَانُواْ هُمۡ أَشَدَّ مِنۡهُمۡ قُوَّةٗ وَءَاثَارٗا فِي ٱلۡأَرۡضِ فَأَخَذَهُمُ ٱللَّهُ بِذُنُوبِهِمۡ وَمَا كَانَ لَهُم مِّنَ ٱللَّهِ مِن وَاقٖ} (21)

{ أَوَلَمْ يَسِيروُاْ فِى الأرض فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عاقبة الذين كَانُواْ مِن قَبْلِهِمْ } أي مآلُ حالِ مَنْ قبلَهم من الأُممِ المكذبةِ لرُسلِهم كعادٍ وثمودَ وأضرابِهم . { كَانُواْ هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً } قدرةً وتمكناً من التصرفاتِ . وإنَّما جيءَ بضميرِ الفصلِ معَ أنَّ حقَّه التوسطُ بينَ معرفتينِ لمضاهاةِ أفعلَ للمعرفةِ في امتناعِ دخولِ اللامِ عليهِ . وقرئ أشدَّ منكُم بالكافِ { وَآثَاراً فِى الأرض } مثلُ القلاعِ الحصينةِ والمدائنِ المتينةِ ، وقيلَ : المَعْنى وأكثرَ آثاراً ، كقولِه : [ مجزوء الكامل ]

[ يا ليت زوجك قد غدا ] *** متقلداً سيفاً ورُمحاً{[704]}

{ فَأَخَذَهُمُ الله بِذُنُوبِهِمْ } أخذاً وبيلاً { وَمَا كَانَ لَهُم منَ الله مِن وَاقٍ } أي منْ واقٍ يقيهم عذابَ الله .


[704]:وهو بلا نسبة في الأشباه والنظائر (2/108)، (6/238) وخزانة الأدب (2/231)، (3/142)، (9/142)، ولسان العرب (1/422) (رغب) (2/287) (زجج)، (2/593) (هدى).