أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{وَكَذَٰلِكَ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ قُرۡءَانًا عَرَبِيّٗا لِّتُنذِرَ أُمَّ ٱلۡقُرَىٰ وَمَنۡ حَوۡلَهَا وَتُنذِرَ يَوۡمَ ٱلۡجَمۡعِ لَا رَيۡبَ فِيهِۚ فَرِيقٞ فِي ٱلۡجَنَّةِ وَفَرِيقٞ فِي ٱلسَّعِيرِ} (7)

شرح الكلمات :

{ وكذلك أوحينا إليك } : أي ومثل ذلك الإِيحاء إليك وإلى من قبلك أوحينا إليك .

{ قرآنا عربياً } : أي بلسان عربي .

{ لتنذر أم القرى ومن حولها } : أي علة الإِيحاء هي إنذارك أهل أم القرى مكة ومن حولها من القرى أي تخوفهم عذاب الله إنْ بقوا على الشرك .

{ وتنذر يوم الجمع } : أي وتنذر الناس من يوم القيامة إذ هو يوم يجمع الله فيه الخلائق .

{ لا ريب فيه } : أي لا شك في مجيئه وجمع الناس فيه .

{ فريق في الجنة } : أي المؤمنون المتقون .

{ وفريق في السعير } : أي الكافرون .

المعنى :

قوله تعالى { وكذلك أوحينا إليك قرآنا عربيا } أي ومثل ذلك الإِيحاء الذي أوحينا إليك وإلى الذين من قبلك أوحينا إليك قرآنا عربياً أي بلسان عربي يفهمه قومك لأنه بلسانهم لتنذر به أي تخوف أم القرى ومن حولها من الناس عاقبة الشرك والكفر والظلم والفساد وتنذر أيضا الناس يوم الجمع وهو يوم القيامة فإنه يوم هول عظيم وشر مستطير ليتوقوه بالإِيمان والتقوا . إنه يوم يكون فيه الناس والجن فريقين لا ثالث لهما : فريق في الجنة بإِيمانه وتقواه لله بفعل أوامره وترك نواهيه ، وفريق في السعير بشركه وكفره بالله وعدم تقواه فلا امتثل أمراً ولا اجتنب نهياً .

الهداية :

من الهداية :

- تقرير النبوة المحمدية بإثبات الوحي الإلهي .

- شرف مكة بتسميتها أم القرى أي أم المدن والحواضر .

- مشروعية التعليل للأفعال والأحكام .

- انقسام الناس يوم القيامة إلى سعيد وشقي لا غير .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَكَذَٰلِكَ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ قُرۡءَانًا عَرَبِيّٗا لِّتُنذِرَ أُمَّ ٱلۡقُرَىٰ وَمَنۡ حَوۡلَهَا وَتُنذِرَ يَوۡمَ ٱلۡجَمۡعِ لَا رَيۡبَ فِيهِۚ فَرِيقٞ فِي ٱلۡجَنَّةِ وَفَرِيقٞ فِي ٱلسَّعِيرِ} (7)

قوله تعالى : " وكذلك أوحينا إليك قرآنا عربيا " أي وكما أوحينا إليك وإلى من قبلك هذه المعاني فكذلك أوحينا إليك قرآنا عربيا بيناه بلغة العرب . قيل : أي أنزلنا عليك قرآنا عربيا بلسان قومك ، كما أرسلنا كل رسول بلسان قومه . والمعنى واحد . " لتنذر أم القرى " يعني مكة . قيل لمكة أم القرى لأن الأرض دحيت من تحتها . " ومن حولها " من سائر الخلق . " وتنذر يوم الجمع " أي بيوم الجمع ، وهو يوم القيامة . " لا ريب فيه " لا شك فيه . " فريق في الجنة وفريق في السعير " ابتداء وخبر . وأجاز الكسائي النصب على تقدير : لتنذر فريقا في الجنة وفريقا في السعير .