{ وكذلك أوحينا إليك قرآنا عربيا } .
مثلما ارتضيتك والرسل السابقين للدعوة إليّ ، أنزلت على من شئت منهم كتبا من عندي ، وأنزلت عليك كتابا جمع أصول الكتب السابقة ، وصدقها وهيمن عليها ، وجعلته بلسان عربي مبين لأن العرب قومك ، ولأني أعلم من الحكمة في ذلك ما لا يعلم الخلق . وكأن العطف هنا على المعنى المشار إليه في الآية الثالثة من هذه السورة : { كذلك يوحي إليك وإلى الذين من قبلك الله . . } هذا والأصل اللغوي [ القرآن ] ربما يكون القرء والجمع ، وسمي كتاب الله المجيد { قرآنا } لأنه جمع أصول الرسالات والشرائع التي أنزلها الله قبل هذا الذكر الحكيم .
{ لتنذر أم القرى ومن حولها } .
أنزلنا إليك هذا القرآن لتنذر أهل مكة وتحذرهم عاقبة عبادة الأصنام والتمادي في البغي والعصيان ؛ وسميت مكة { أم القرى } لأنها مركز دائرة المدائن- كما أن مركز الدائرة هو محورها الذي تدور من حوله ؛ ولقد ثبت لمهندس متخصص في بحث له أن المسجد الحرام هو قلب الدنيا ووسطها- { ومن حولها } العالم كله ، فإن رسالة القرآن عامة وشاملة ؛ وصدق الله موحيه : { وما أرسلناك إلا كافة للناس . . }{[4233]} { قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا . . }{[4234]} وفي العبارة مجاز عقلي ، فليس المراد أن يحذر بنيان مكة ، وإنما إنسان مكة ، فكأن المراد : لتنذر أهل أم القرى .
{ وتنذر يوم الجمع لا ريب فيه }
وتحذر من الشك في مجيء يوم القيامة - يوم يحشر الله الخلق جميعا-ومن الغفلة عن التزود له ، ومما ينتظر المكلفين فيه من أهوال .
{ فريق في الجنة وفريق في السعير( 7 ) } .
يوم الجمع يقضي الله بين العباد ، ويجزي الذين آمنوا وأحسنوا فيأمر بهم إلى دار النعيم والثواب الكريم المقيم { الجنة } ويأمر سبحانه–أن يصار بأهل الفسوق والكفر إلى دار العذاب والخزي والحريق والذل { السعير } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.