جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَكَذَٰلِكَ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ قُرۡءَانًا عَرَبِيّٗا لِّتُنذِرَ أُمَّ ٱلۡقُرَىٰ وَمَنۡ حَوۡلَهَا وَتُنذِرَ يَوۡمَ ٱلۡجَمۡعِ لَا رَيۡبَ فِيهِۚ فَرِيقٞ فِي ٱلۡجَنَّةِ وَفَرِيقٞ فِي ٱلسَّعِيرِ} (7)

{ وكذلك } أي : مثل ذلك الإيحاء لبين { أوحينا إليك قرآنا } مفعول أوحينا { عربيا لتنذر أم القرى } : مكة ، أي : أهلها { ومن حولها } قرئ الأرض كلها ، أو المراد العرب ، وترك المفعول الثاني لقصد العموم أي : بأنواع الإنذار { وتنذر يوم الجمع } يقال : أنذرته النار وبالنار . وترك المفعول الأول للعموم أيضا ، أي : لتنذر كل أحد عن هول يوم القيامة ، الذي يجمع فيه الأولون والآخرون { لا ريب فيه } اعتراض لا محل له{[4439]} { فريق } أي : منهم فريق يعني مشارفين للتفريق ، والضمير للمجموعين الدال على يوم الجمع { في الجنة وفريق في السعير } والجملة حال من مفعول الجمع ، لذلك قدرنا الجار والمجرور مقدما ؛ لأنه إذا كانت الجملة الاسمية حالا بغير واو ، ولم يكن فيما صدرته الجملة ضمير إلى ذي الحال ، لكان ضعيفا


[4439]:من الأعراب /12منه.